في مواجهة فكرية اتسمت بالعمق والتحليل، بث الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي، حواراً هاتفياً مع متصل شيعي يبلغ من العمر 29 عاماً، تناولا فيه قضايا عقدية وفقهية شائكة، انتهت بتراجع المتصل عن جملة من الممارسات المذهبية، وعجزه عن إثبات أدلة "بيعة الغدير" من الكتب التي استشهد بها.
سجود "الخمرة" أم "التربة الكربلائية"؟
بدأ الحوار بسؤال المتصل عن مشروعية الصلاة على "التربة"، ليوضح الدكتور رامي عيسى أن تخصيص تربة معينة للسجود (كالتربة الكربلائية) هو بدعة لعدم ورودها عن النبي ﷺ.
وعندما احتج المتصل بسجود النبي على "الخمرة"، كشف عيسى جهل المتصل بمعناها، موضحاً أنها خُمرة (بضم الخاء) وهي حصير صغير من سعف النخل، وليست تربة أو حجراً، مؤكداً أن السجود يصح على التراب والحصير والسجاد دون تخصيص مكان بعينه.
حقوق المرأة وتفنيد شبهة "النجاسة"
انتقل الحوار إلى شبهة "نجاسة المرأة الحائض"، حيث فنّد الدكتور رامي عيسى المفهوم الذي يتبناه البعض بمساواة الحائض بالنجاسة (كما في الفكر اليهودي)، مؤكداً أن المرأة في الإسلام ليست نجسة، وأن المسلم يجالس زوجته ويأكل معها وهي حائض، موضحاً زيف الادعاءات التي تمنع لمس ثياب المرأة الحائض.
اعتراف مفاجئ: اللطم والتطبير "بدعة"
في نقطة تحول جوهرية، سأل الدكتور رامي عيسى عن "التطبير" وسقوط الدماء في الصحن الحسيني، ليفاجئه المتصل باعتراف صريح قائلاً: "أي واحد يطبر ورأسه به دم فهذا نجس".
ولم يتوقف المتصل عند هذا الحد، بل أقر بأن الإمام الحسين ﷺ أوصى السيدة زينب -رضي الله عنها- ألا تلطم ولا تخمش وجهاً، معتبراً أن من يلطمون اليوم هم "مخالفون لوصية الحسين"، واصفاً اللطم والتطبير بأنه "فعل مبتدع"، ومشيراً إلى أن صمت بعض المراجع عن تحريمه يعود لـ "التقية" أو خوفاً من رد فعل المجتمع.
تحدي "البخاري ومسلم" وهروب المتصل
اختتم الدكتور رامي عيسى الحوار بتحدٍ علمي، حين ادعى المتصل أن حديث "من كنت مولاه" (بيعة الغدير) موجود في صحيح البخاري وصحيح مسلم.
وبمواجهته بالكتب على الهواء، عجز المتصل عن إخراج الحديث، كما عجز عن إيجاده في "نهج البلاغة" أو القرآن الكريم الذي ذكر "بيعة الرضوان" و"بيعة النساء" ولم يذكر "بيعة الغدير".
وانتهى الاتصال بمحاولة من المتصل للتمويه عبر إشراك شخص ادعى أنه سني يُدعى "كاظم"، تبين لاحقاً عدم إلمامه بأبسط مبادئ صلاة الجنازة، مما دفع عيسى لإنهاء الحوار مؤكداً أن الحقيقة بدأت تتضح لعوام الشيعة وأنهم يهجرون هذه المعتقدات رويداً رويداً.
لتحميل الملف pdf