في حلقة جديدة نشرها الباحث في الشأن الشيعي الدكتور رامي عيسى، جرت مناظرة مفصّلة مع حامد الشيعي من مدينة البصرة، تناولت موضوع صفات المؤمن الحقيقية وفق القرآن الكريم، ومسائل العقيدة والتوحيد، مع التركيز على مسألة ولاية الأئمة مقارنة بالعبادات الأساسية التي يحددها القرآن.
بدأ الحوار بالتحية، حيث سأل الدكتور عيسى: "سُنّي أم شيعي؟"، فأجاب حامد: "شيعي الحمد لله". فاستهل عيسى الحوار بالدعاء له بالهداية قائلاً: "أسأل الله أن يهديك وأن يأخذ بيدك إلى نور التوحيد"، ليؤكد حامد بدوره الدعاء للجميع بحق النبي ﷺ وآله.
وانتقل الحوار سريعًا إلى موضوع صفات المؤمنين، حيث طلب حامد توضيحًا من عيسى حول صفات المؤمن برأيه.
أشار عيسى إلى أن الصفات القرآنية للمؤمن تشمل الخشوع في الصلاة، الإعراض عن اللغو، أداء الزكاة، حفظ الفروج، الوفاء بالأمانات، والمحافظة على الصلوات، مستشهداً بالآية الكريمة من سورة المؤمنون:
"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ".
أوضح عيسى أن القرآن لم يذكر في هذه الصفات أي إشارة إلى الإمامة أو ولاية الأئمة، مؤكداً أن الالتزام بهذه الصفات يضمن الفردوس والنجاة يوم القيامة، بعيدًا عن أي معتقدات مضافة تتعلق بالمتعة أو العبادة للأموات.
وتابع عيسى: ألَّا يستخدم التقية وهي النفاق، ولا يزني بالنساء وهي المتعة، ولا يُشرِك بالله وينادي: يا حسين أغثني، أو صلاة الاستغاثة بالزهراء، أو يا حجة الله أدركني، ولا يترك الصلاة الصحيحة ويصلي على التربة، ولا يُدخِل في الأذان: أشهد أن عليًّا ولي الله.
وخلال الحوار، ناقش الطرفان مسألة الولاية والإيمان بأهل البيت، حيث سأل عيسى حامد: "هل الإمام الحسين يملك لي نفعًا أو ضرًّا؟"، ليجيب حامد بتأكيد أن الأموات لا يملكون، مستدركًا بالقول إن النبي محمد ﷺ كان له نفع عبر نشر الإسلام.
فرد عيسى بتوضيح أن النبي ﷺ لا يملك لنفسه ولا للآخرين النفع أو الضر إلا بإذن الله، مستشهداً بالآيتين:"قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا" (سورة الأعراف، الآية 188) و*"قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا" (سورة الجن، الآية 21)، مشدداً على أن الملك الكامل والقدرة المطلقة لله وحده.
وأثنى حامد على الزهد والتقوى الظاهرية عند بعض مشايخ الشيعة، مشيراً إلى تأثيرهم الإيجابي على الناس، واصفًا شعوره بالطمأنينة والراحة النفسية أثناء التعامل معهم، لكن عيسى أوضح أن الزهد أو التأثير النفسي لا يعني الحق في العبادة أو الإمامة، وأن أي دعاء للأموات أو العبادة لهم يعد شركًا محظورًا في القرآن الكريم.
في الجزء الأخير من الحوار، ركّز عيسى على أن الحقائق القرآنية واضحة في كل ما يتعلق بالنفع والضر، وأن المؤمن الحق يتبع القرآن والسنة ويبتعد عن الممارسات غير القرآنية، مع التأكيد على أن الله وحده هو المالك المطلق للخير والضر، وأن النبي ﷺ والأئمة عليهم السلام لا يملكون ذلك للآخرين.
واختتم الحوار بالدعاء لحامد بالهداية والثبات على العقيدة الصحيحة، مؤكدًا أن الاستماع لمثل هذه المناظرات يتيح فرصة للمؤمن لتعميق فهمه القرآني وتثبيت عقيدته التوحيدية بعيدًا عن أي بدع أو ممارسات غير مشروعة.
لتحميل الملف pdf