شهدت مناظرة للدكتور رامي عيسى، الباحث المتخصص في الشأن الشيعي سجالاً محتدماً ومطولاً مع متصل شيعي عرّف عن نفسه بأنه من العراق، حيث دار النقاش حول الأدلة الشرعية لركن "الولاية" في الإسلام، وحجية المصادر الدينية الشيعية، وتصريحات حول تحريف القرآن.
بدء النقاش بـ "ركن الولاية"
بدأ النقاش بسؤال من الدكتور رامي عيسى للمتصل عن مذهبه، ليجيب المتصل بأنه "شيعي من العراق"، مضيفاً: "الآن الله شاهد وياي أربع سعوديين، أعتقد سعوديين أنتم إخوان مو؟... معي أربع سعوديين قالوا لي اذهب للمناقشة مع رامي عيسى"، ونفى أن يكون "محاوراً" لكنه أكد أنه "ليس من العوام".
طرح عيسى موضوع الحلقة مباشرة، متسائلاً: "لماذا ذكر الله أركان الإسلام واضحة بينة في القرآن الكريم ولم يذكر ركن الولاية الذي زعمتم أنه لم ينادى بمثل ما..."، واستطرد المضيف ليقرأ من كتاب الكافي: "بني الإسلام على خمس: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية، ولم ينادَ بمثل ما نودي بالولاية"، مستغرباً حذف الشهادتين ومقارناً ذلك بالآيات القرآنية الواضحة عن الصلاة والزكاة والحج والصيام.
حجية العترة وتضارب الروايات
أجاب المتصل الشيعي بالاستدلال على أن "ليس كل شيء موجود في القرآن"، مستشهداً بحديث: "إني تارك فيكم الثقلين، القرآن وعترتي أهل بيتي"، وضَرَبَ مثلاً بعدم وجود عدد ركعات صلاة الصبح أو الظهر في القرآن، مما يستدعي الرجوع إلى "سنة الرسول وأحاديث العترة الطاهرة".
وأضاف: "نجد الكثير من الأحاديث في الولاية للعترة الطاهرة، كقول على سبيل المثال الإمام الباقر 'الرافضة مني وأنا من الرافضة'، هذه من أركان الولاية، أو على آخره".
طلب الدكتور رامي عيسى تحديد مصدر الحديث فوراً: "أين قال أبي عبد الله 'الرافضة مني وأنا من الرافضة'؟" ليجيب المتصل: "هنالك حديث للباقر يقول 'الرافضة مني وأنا منهم'"، وعندما سُئل أين ذكر هذا الحديث؟ أجاب المتصل بوضوح: "لا أعلم في أي كتاب".
انتقد الداعية عيسى بشدة هذا الموقف قائلاً: "مش عيب عليك ضيف الشيعي المحاور اللي بعثك أربع سعوديين، تترك القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتذهب لرواية ضعفها كمال الحيدري، وكمان مش عارف موجودة فين في كتبك؟"، وهاجم المتصل مشبهاً موقفه بمن "في كلاب بتبقى ماشية بتدور على أي شيء مرمي في الزبالة تأخذه من القاذورات لتأكله"، واصفاً دين المتصل بأنه "ضعيف لهذه الدرجة"، وترك القرآن والسنة إلى "المزابل اللي ضعفها كمال الحيدري وقال مأخوذ من اليهودية والمجوسية والنصرانية".
خلاف حول حجية المراجع
تحول النقاش إلى حجية المراجع، حيث قال المتصل: "المراجع كلهم نحترمهم على رأسنا من فوق... ولكن هل للمرجع كلامه حجة؟"، قبل أن يقطع حديثه المضيف ليؤكد: "نعم، المرجع كلامه حجة".
رد المتصل بإنكار حاد: "لا والله كلامه مو حجة. أتحداك أن تثبت لي المرجع كلامه حجة"، وتابع موضحاً: "ليس كلامه حجة. نرجع في هذه الرواية نعرضها على القرآن ونشوفها تليق بأهل البيت ونشوف أيضاً السند مال الرواية".
وأشار المتصل إلى الاعتماد على "معجم رجال الحديث" للسيد الخوئي لتمحيص الرواة، مؤكداً: "فنحن نرجع أيضاً إلى سند الرواية ومتنها من خلال الرواة على الأقل".
التناقض بشأن وجود الولاية في القرآن
عاد عيسى إلى نقطة الولاية في القرآن، مذكراً المتصل: "أنت قلت القرآن لم يذكر عدد الركعات، صح؟... ولم يذكر الولاية، صح؟"، فأجاب المتصل بـ "نعم" في كلتا النقطتين.
استغل رامي عيسى هذا الاعتراف بشدة: "الله أكبر! اجلد أبو معاوية! هجلد على الكاميرا دي... إذن آية الولاية لا تدل على ولاية الأئمة لأن من شوية أنت قلت إن القرآن لم يذكر آية الولاية، لم يذكر الولاية، هل ذكر القرآن الولاية؟"
تراجع المتصل قائلاً: "لا أعلم، أعتقد... كما أعتقد لا، لا ما بحثت في هذا الموضوع، ولكن... إن لم يذكرها القرآن فذكرها العترة الطاهرة". ليختتم عيسى هذه النقطة بالقول: "القرآن لم يذكرها علشان ننتقل بقى نشوف أحاديث العترة، متفقين؟"، فكان الرد: "متفقين".
الجدل حول تحريف القرآن
استغل رامي عيسى الاتفاق على أن القرآن لم يذكر الولاية، ليصف موقف الشيعة بأنه "يرفع كتابه ويقول هذا الكتاب لا يخدم معتقدي"، متهماً بعضهم بالقول بـ "قرآني محرف".
نفى المتصل ذلك نفياً قاطعاً، وعندما سأله المضيف: "أنت بتقول لي القرآن ليس بمحرف، صح؟"، أجاب المتصل: "ليس بمحرف"، وعندما سُئل عن علماء الشيعة الذين قالوا بتحريفه، وهل يكفرهم، أجاب المتصل: "لا ما أكفرهم، أنا أقول من... الكفر يأتي بتوحيد. الكفر يأتي بتوحيد الشخص".
وفي نهاية النقاش، اتفق الطرفان على القول: "لعن الله من قال بتحريف القرآن من أكبر رأس إلى أصغر رأس".
أنهى رامي عيسى النقاش بالقول إنه سيستشهد بكتاب الكافي للكليني: "أول من قال بتحريف القرآن محمد بن يعقوب الكليني في كتابه الكافي... قال: نزل جبريل بهذه الآية على محمد 'بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً'".
لتحميل الملف pdf