يؤمن أهل السنة أن لله عز وجل الكمال المطلق في ذاته، وصفاته، وأسمائه، فيثبتون له الأسماء الحسنى والصفات العلى، على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى. ولقد أثبت الله عز وجل لنفسه سمعاً يليق به، وبصراً يليق به، وكلاماً يليق به، فقال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11].
فهل يثبت الشيعة صفات السمع والبصر والكلام لله عز وجل؟
سارت الشيعة على خطى المعتزلة في باب الأسماء والصفات، فعطلوا الصفات، ووصفوا الله عز وجل بالسلب، وأخذوا كل صفة له فوضعوها للأئمة.
فقد روى الكليني في "أصول الكافي" عن أبي عبد الله في قول الله عز وجل: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف: 180] قال: "نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا" (الكافي: 1/ 143-144).
هل يثبت الشيعة صفات لله عز وجل؟
الشيعة لا يثبتون لله صفة، فالصفات عندهم عين الذات، فهو قادر بالذات، وعالم بالذات، وحي بالذات، وسميع بالذات، وبصير بالذات، أي أن ذاته وصفاته شيء واحد، فصفاته ليست زائدة على ذاته؛ إذ هي نفس الصفة، لا أن لها صفة، فليس وجود الصفات إلا وجود الذات (الإلهيات: لحسن محمد مكي العاملي، ص 85).
يقول الحلي: "ذهب الشيعة قاطبة إلى القول بأن الذات عين الصفات" (شرح تجريد الاعتقاد، ص 229).
ويقول مالك مهدي السويدي: "نحن عندما نقول: الله حي، الله قادر، عالم... إلى غيره من الصفات، سميع، بصير، قادر، مختار، عالم، حي، مريد، كاره، مدرك، قديم، باقٍ، أبدي، متكلم، صادق... هذه الصفات هي عين الذات" (الألوهية عند الفرق الإسلامية، ص 7).
وللتوضيح نقول:
إن معنى هذا الكلام أنهم يعترفون صراحة أن الشيعة لا يثبتون لله صفة، بل صفاته هي عين ذاته، وهذا مذهب يبرأ إلى الله منه أهل السنة، بل هو عين مذهب المعتزلة.
فهو مذهب فاسد، ومجرد تصوره يغني عن معرفة بطلانه، فضلاً عن مخالفته لنصوص القرآن الكثيرة التي تثبت الصفات لله سبحانه، كقوله تعالى: لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران: 181].
فماذا عن الشيعة؟
سلك الشيعة في هذه الآيات مسلك المعتزلة والفرق المنحرفة، فرجعوا على آيات القرآن بالتحريف والتأويل؛ لتوافق ما هم عليه من معتقدات فاسدة.
فقد جاء في كتاب "العقائد الإسلامية": "التأويل لآيات وأحاديث الصفات هو مذهب أهل البيت عليهم السلام، ويجعلون الأساس الآيات المحكمة في التوحيد مثل قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشعراء: 11]، وقوله تعالى: لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام: 103]، ويقولون بتأويل كل نص يظهر منه التشبيه أو الرؤية بالعين؛ لينسجم مع حكم العقل وبقية الآيات والأحاديث" (العقائد الإسلامية: 2/ 51).
ألستم أيها الشيعة تؤوّلون هذه الصفات على خلاف ظاهرها، وتمنعون حملها على حقيقتها؟
فإن تأويل جميع الصفات وحملها على خلاف حقيقتها -رغم تكاثر النصوص من الكتاب والسنة بها- كان منكم عناداً ظاهراً، وكفراً صراحاً، وجحداً للربوبية، وحينئذٍ لا تستقر لكم قدم على إثبات ذات الرب تعالى، ولا صفة من صفاته، ولا فعل من أفعاله.
اقرأ أيضا| سيرة النبي ﷺ .. كيف أقام الصحابة في الحبشة بأمان؟
بمواجهة نارية.. رامي عيسى يكشف "زيف" رادود شيعي: يجيد اللطم ويعجز عن قراءة القرآن (فيديو)
فإن أعطيتم هذا من أنفسكم ولم تستهجنوه، التحقتم بإخوانكم الدهرية الملاحدة الذين لا يثبتون للعالم خالقاً ولا رباً (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة: 1/ 147).

لتحميل الملف pdf