أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

رامي عيسى يرصد تفاصيل نسب النبي صلى الله عليه وسلم ومراحل الرضاعة في حياته وحادثة شق الصدر (فيديو)

قال الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي، خلال حلقة جديدة من برنامج «السنة النبوية»، إن السيرة النبوية هي منهج حياة يجب على كل مسلم تعلمها والاقتداء بها، مؤكدًا أن دراسة سيرة أشرف الخلق، النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، تمثل الطريق لفهم رسالته ومواقفه.

وأضاف د. رامي عيسى في مستهل الحلقة قائلاً: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أيها الأكارم، هذه أولى حلقات السيرة النبوية التي سنسير فيها لنتعلم النقاط التي قلنا عليها وقلنا في ختام المقدمة الماضية أنه وجب على كل مسلم تعلم السيرة النبوية. سيرة أشرف الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم».

وأوضح أن النسب النبوي الشريف هو: «محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان».

وأشار إلى أن هذا النسب النبوي ذكره الإمام البخاري في صحيحه، وهو القدر المتفق عليه بين العلماء، حيث نقل الإجماع على صحته كل من النووي وابن كثير وابن القيم رحمهم الله، مؤكدًا أنه ثابت بالتواتر والإجماع.

وتابع موضحًا أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول من عام الفيل، مستشهدًا بحديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه في صحيح مسلم، قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين، فقال: فيه ولدت وفيه أنزل علي».

وأشار إلى أن الجمهور على أن يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم هو الثاني عشر من ربيع الأول، وهو ما اقتصر عليه ابن إسحاق في السيرة، مستشهدًا بحديث رواه الإمام أحمد والترمذي بسند حسن عن قيس بن مخرمة رضي الله عنه قال: «ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل».

ثم تناول الدكتور رامي عيسى جانبًا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في طفولته، مشيرًا إلى أن آمنة بنت وهب أرضعت ولدها أيامًا قليلة لأنها كانت قليلة اللبن، ثم أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب قبل أن تقدم حليمة السعدية لترضعه.

وأضاف: «أرضعت حليمة السعدية رسول الله صلى الله عليه وسلم في بادية بني سعد بن بكر، وأقام عندها سنتين حتى فطمته، ثم طلبت من آمنة بنت وهب أن يبقى عندها لما رأت من البركات التي ظهرت في غنمها وأرضها ببركة وجود النبي صلى الله عليه وسلم».

وتابع ناقلًا عن حليمة السعدية قولها: «فلم يزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتا وفصلته، فكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلامًا جفرا».

وأشار إلى حادثة شق الصدر الشريف التي وقعت أثناء وجود النبي صلى الله عليه وسلم في بادية بني سعد، مستشهدًا بما رواه الإمام أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك بسند حسن عن عتبة بن عبد السلمي قال: «إن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا، فقلت يا أخي اذهب فآتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم، فأقبلا يبتدران إلي، فأخذاني فبطحاني إلى القفا فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه: حصه، يعني خطه، فحصاه وختم عليه بخاتم النبوة».

وتابع الحديث النبوي الشريف قائلًا: «ثم انطلقا وتركاني، وفرقت فرقا شديدًا، ثم انطلقت إلى أمي، أي حليمة السعدية، فأخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت علي أن يكون ألبس بي، فقالت: أعيذك بالله، فرحلت بعيرًا لها وجعلتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي آمنة بنت وهب، فأخذتني وقالت: أديت أمانتي وذمتي. وحدثتها بما لقيت فلم يرعها ذلك، وقالت: إني رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام».

واختتم د. رامي عيسى حديثه مؤكدًا أن السيرة النبوية ليست مجرد أحداث تاريخية، بل هي دروس وعبر في العقيدة والتربية والصبر والطهارة والنقاء، وأن دراستها تزرع في قلوب المؤمنين محبة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في حياته كلها.


لتحميل الملف pdf

تعليقات