كشف سجال حاد بين الدكتور رامي عيسى، الباحث المتخصص في الشأن الشيعي، وأحد الشيعة يدعى عباس علوان، عن إشكالية عميقة تتعلق بأهمية حفظ القرآن الكريم في الفكر الشيعي، مقارنةً بالتركيز على الشعائر الأخرى، وقد دارت وقائع المكالمة الهاتفية حول سؤال بسيط ومباشر طرحه الدكتور عيسى: "ما هي أسهل طريقة لحفظ القرآن الكريم؟".

سؤال بسيط يكشف عن خلاف جوهري

بدأ الدكتور رامي عيسى المكالمة بسؤال موجّه للشيخ عباس علوان عن طريقة لحفظ القرآن الكريم تسهل عليه الأمر.

إلا أن الشيخ علوان تهرب من الإجابة المباشرة، محولاً النقاش إلى جدل فقهي حول وجوب أو إلزام حفظ القرآن في الإسلام.

حيث تساءل عباس علوان: "هل حفظ القرآن واجب هو بالإسلام؟"، وكرر السؤال على عيسى: "أنت ملزم تحفظ القرآن؟".

وقد علّق الدكتور رامي عيسى بغضب على هذا التهرب، مشيراً إلى أن هذا الرد ينفّر الناس من كتاب الله، وأن السائل يبحث عن السبيل إلى الحفظ لا عن حكم الوجوب.

وتساءل عيسى مستنكراً: "يعني واحد جاي يسألك بالله عليك، ما هو السبيل لحفظ القرآن الكريم؟ تقول له: 'ليس بواجب تحفظ قرآن؟' هتنفر أبوه من القرآن، حرام عليك يا شيخ عباس". 

من اللطميات إلى الالتزام بالتعليمات

تصاعد الجدال عندما أشار الدكتور عيسى ساخراً إلى أنهم "يحفظون لطميات" بدلاً من القرآن، وهو ما نفاه الشيخ علوان بشكل غير مباشر، مؤكداً أن المعلومة الإسلامية نزلت لـ "تلتزم بتعليماته وتمشي بآيات رب العالمين" لا لـ "تحفظ من الجلدة للجلدة".

رد الدكتور عيسى بالتشديد على ضرورة حفظ القرآن لمنع نسيانه وضرورته لأداء الصلاة، مستخدماً مقارنة قوية بالصحابة الذين نقلوا القرآن، حيث قال: "إن لم تحفظ الأمة القرآن، كيف سنصلي؟... لو أنتم مكان الصحابة يا شيخ عباس، ده أنتوا كنتم خربتوا الدنيا والله"!

تحدي تلاوة سورة "والعاديات" يكشف العجز

بعد محاولات متكررة للتهرب والمماطلة استمرت لأكثر من أربع دقائق، وجه الدكتور عيسى تحدياً مباشراً للشيخ عباس علوان لإثبات معرفته بكتاب الله.

فبعد أن حاول الشيخ علوان تلاوة جزء من سورة "القدر" ولكنه تلاها بخطأ، طلب منه عيسى قراءة سورة "والعاديات ضبحاً".

وصل الجدل إلى ذروته عندما أقسم الدكتور رامي عيسى متوعداً بالانقطاع عن البث لمدة شهر ونصف إذا استطاع الشيخ علوان قراءة السورة بشكل صحيح، الأمر الذي رفضه الأخير بحدة قائلاً: "شنو تقيمني أنت؟ تقول لي اقرأ سورة البعثية شنو؟".

واختتم عيسى هذا الجزء بتعليق لاذع: "والله العيال الصغيرين حافظين القرآن، أما البغال اللي في مثلك مش عارفين يقرأوا قرآن يا شيخ عباس". 

نهاية المكالمة بالهروب وتناول "السيجارة"

انتهت المكالمة بشكل مفاجئ وغير لائق عندما أعلن الشيخ عباس علوان انسحابه قائلاً: "آخذ لي سيجارة وأرد بالي يرتاح شوية"، ثم أغلق الخط.

عبر الدكتور رامي عيسى عن صدمته واستهجانه من هذا الرد والسلوك، قائلاً: "السيجارة أهم عنده من القرآن. أتظن أن هؤلاء ينصر الله تبارك وتعالى؟ ينصر بهم الدين؟ يعلمهم القرآن؟".

واختتم حديثه بالتأكيد على أن كتاب الله عزيز وكنز لا يعطيه الله لأي أحد، مشيراً إلى أن هذه المواقف تكشف حالة اللطامة والسباب واللعن التي تسيطر على هذه الفئة على حساب التمسك بالثقل الأكبر وهو القرآن الكريم.