شهدت إحدى الحلقات الحوارية للباحث في الشأن الشيعي الدكتور رامي عيسى سجالًا مع السيد سعيد المفضّل، تناول عدداً من أبرز القضايا، وعلى رأسها زواج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
بدأت الحلقة بمكالمة هاتفية بين الطرفين، حيث قال د. رامي عيسى في مطلع الاتصال: «السلام عليكم»، ليرد السيد سعيد: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته»، وتبادل الطرفان التحية قبل أن يفتتح د. عيسى موضوع الحوار موجّهًا سؤاله مباشرة: «لماذا زوّجَ علي ابنته لعمر؟»
لكن سعيد المفضّل تجنّب الإجابة قائلاً: «هاي سوالف ما تفيدك… شوف لنا غيرها»، مشيراً إلى أن هذا الموضوع – حسب قوله – “قُتل نقاشًا” من قبل.
أعاد د. رامي طرح السؤال مُرفقًا بالنصوص العلمية، مستشهدًا بكتاب أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين، قائلاً: «أم كلثوم الكبرى بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب زوجة عمر بن الخطاب…».
كما نقل عن طبقات ابن سعد بأنها تزوّجت عمر وهي «جارية لم تبلغ»، وأنجبت له زيد بن عمر ورقية بنت عمر.
لكن سعيد المفضّل اعترض قائلاً: «مو بنات أمير المؤمنين… ربائب».
ليتساءل د. عيسى: «حتى بنات الإمام علي أنكرتوها؟».
عند ضغط د. عيسى عليه بالسؤال الثاني: «لماذا تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بنت عمر؟» تهرّب سعيد مجددًا وأعاد توجيه الحوار بسؤال مفاجئ: «من الذي قتل عائشة؟»
ردّ د. رامي بتعجّب: «هي عائشة ماتت مقتولة؟»، فأصرّ سعيد: «إيه، مقتولة… كتبكم تقول».
وهنا تحدّاه د. رامي قائلاً: «هات المصدر من كتب أهل السنة… مش من كتب الشيعة».
وبعد إصرار المفضّل على أن “أحدًا قتل عائشة”، قابلَه د. رامي بسؤال معاكس: «من الذي قتل فاطمة؟»
ليجيب المفضّل: «عمر».
فسأله د. عيسى: «طيب… لو عمر قتل فاطمة، لماذا زوّجه الإمام علي ابنته أم كلثوم؟ هل يُعقل أن يزوّج الرجل قاتل زوجته ابنته؟»
وبدا الارتباك واضحًا في إجابات المفضّل الذي حاول العودة لسؤال “من الذي قتل عائشة؟” قائلاً: «نريد من عندكم… من الذي قتل عائشة؟»
رد د. رامي: عائشة ماتت وفاة طبيعية، ونفى د. عيسى هذه الرواية تمامًا، وقال: «عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لم تمت مقتولة… ماتت في بيتها، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه».
لكن المفضّل عاد لطرح ادعاء جديد قائلاً: «قتل عائشة معاوية… رماها بالبئر هي وحمارها».
وهو ما رد عليه د. عيسى بالضحك قائلاً: «والله كذب… طلع المصدر».
ثم توقفت المكالمة من جهة المفضّل، ما دفع د. عيسى للقول: «هرب وسكّر والله!»
أكد د. رامي في نهاية الحلقة أن “المعممين” أنكروا حتى بنات الإمام علي، قائلاً: «قال لك: هذه ربيباته وليست بنته… طيب كانت بنت مين؟ كانت فاطمة متزوجاها قبل الإمام علي؟»
اختتم د. رامي الحلقة بتأكيد أن السجال يكشف هشاشة بعض الروايات المعتمدة من قبل الخطاب الشيعي، وعدم ثباتها أمام النصوص التاريخية والروايات المتفق عليها، وقال:«حسبنا الله ونعم الوكيل».
لتحميل الملف pdf