في حلقة جديدة ومثيرة من برنامج الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي، الذي يُبث عبر الإنترنت، أعلن شاب عراقي شيعي تأثره بمناقشات الشيخ واهتداءه إلى مذهب أهل السنة والجماعة، بعد حوار عقائدي عميق تناول واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل بين السنة والشيعة، وهي قصة كسر ضلع السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

رواية كسر الضلع

بدأت المكالمة عندما قال المتصل العراقي: "أنا شيعي، لكن عندي تساؤلات حول قصة الباب والضلع، منو اللي شافها بعينه؟"، ليرد الشيخ رامي عيسى موضحًا أن هذه القصة "استغلها بعض المعممين لإثارة مشاعر الكراهية ضد الخليفة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، بهدف الإبقاء على مظاهر اللطم والحقد المذهبي بين الشيعة".

وأوضح الداعية أن «العقلاء من الشيعة» يرفضون هذه الخرافات لأنها تتضمن طعنًا في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكداً أن القرآن الكريم أثنى على الصحابة ووعدهم بالجنة، فقال الله تعالى: «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ»، وهو ما ينافي تماماً فكرة ارتدادهم أو اعتدائهم على أهل البيت.

روايات ذم الصحابة في صحيح البخاري.. لا أساس لها

وسأل الشاب العراقي الشيخ عن سبب ورود روايات تُفهم على أنها ذمٌّ للصحابة في صحيح البخاري، فأجابه الشيخ قائلاً: "ليس هناك روايات تذم الصحابة في البخاري، والصحابة ليسوا معصومين، فالمعصوم الوحيد هو النبي محمد ﷺ، ولو قلنا بغير ذلك لكان في الدين نقص".

وخلال الحوار، أشار رامي عيسى إلى أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، وأنه لا يحتاج لتأويلات غامضة أو حصر تفسيره في أشخاص بعينهم، قائلاً: "المشركون فهموا معنى (لا إله إلا الله) أكثر من كثير من المعممين اليوم"، موضحاً أن بعض رجال الدين الشيعة "يخافون من كلمة التوحيد لأنها تعني ترك الاستغاثة بغير الله".

شجاعة الإمام علي

وفي مشهد مؤثر، قال المتصل متسائلاً: "هل يجوز أن يُقال إن الزهراء كُسر ضلعها والإمام علي كان موجوداً؟!"، ليرد الشيخ مؤكدًا: "هذا افتراء باطل، فشجاعة الإمام علي رضي الله عنه معروفة عند الجميع، ولا يمكن أن يُصدق أنه لم يدافع عن زوجته".

وفي ختام الاتصال، أعلن الشاب العراقي اتفاقه مع كلام الشيخ قائلاً: "تمام شيخنا، هذا الكلام غير صحيح، وحسبنا الله ونعم الوكيل"، مضيفاً أنه لا يؤمن بزواج المتعة ولا ببعض الشعائر التي يروّجها بعض المعممين، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الشيعة "عقلاء لا يسبّون الصحابة ولا يقبلون البدع".

وبعد أن تأكد الشيخ من صحة عقيدة المتصل، دعاه إلى تعلّم الوضوء والصلاة على الطريقة الصحيحة، ففاجأه الشاب قائلاً: "أنا أعرف الوضوء وأغسل قدمي، لا أمسح عليهما"، فأثنى عليه الشيخ قائلاً: "هنيئًا لك يا حبيبي، الله يثبتك على الحق"، معلنًا أنه أصبح المهتدي رقم 10 في تلك الحلقة.

وأكد الداعية رامي عيسى في ختام اللقاء أن الهداية من الله وحده، قائلاً: "اللهم اجعل هذا الأخ سببًا في هداية غيره، وبارك في عقله وقلبه، ووفقه لما تحب وترضى".