نشرت قناة الدكتور رامي عيسى مناظرة جرت بين الباحث في الشأن الشيعي، الدكتور رامي عيسى، والشيعي الشيخ عبد الرزاق آل جراح، حيث تركز النقاش على قضية محورية في الفكر الشيعي وهي "مصحف فاطمة".
افتتح الدكتور رامي عيسى المناظرة بتلاوة رواية من كتاب "الكافي" للشيخ الكليني (المجلد الأول، صفحة 241)، التي تذكر أن السيدة فاطمة (سلام الله عليها) مكثت بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوماً، وأن "جبرائيل عليه السلام كان يأتيها فيُحسن عزاءها على أبيها، ويُطّيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة عليها السلام".
فيما تساءل الدكتور عيسى باستغراب عن موقع هذا المصحف الآن، أوضح الشيخ عبد الرزاق آل جراح أن "المصحف ليس كما ينصرف إليه يتبادر إلى ذهنكم"، مؤكداً المعلومة الواردة بقوله: "نعم هو في هذا... هذا إملاءات أمير المؤمنين وإملاءات جبرائيل عليه السلام لفاطمة، لأن فاطمة عندنا في الروايات أنها محدثة، كما أن مريم عليها السلام محدثة".
سؤال الغياب: "لماذا أخفى الإمام كل شيء؟
تصاعدت حدة النقاش عندما وجه الدكتور عيسى سؤاله المحوري للشيخ آل جراح: "وين الآن مصحف السيدة فاطمة سلام الله عليها؟"، ليأتي الرد من آل جراح بأنه "عند الإمام الحجة بن الحسن".
واستغل الدكتور عيسى هذا الرد ليفتح ملف الأدلة الغائبة، متسائلاً: "هو كل حاجة عنده، هو ما ساب لناش... لماذا لم يترك لنا شيء يا شيخ؟ أخذ المصحف الحقيقي الذي جمعه أمير المؤمنين، أخذ التفسير الصحيح، أخذ الجفر، أخذ صحيفة لها سبعون ذراعًا".
من جانبه، حاول الشيخ عبد الرزاق آل جراح تهدئة النقاش مبيناً أن هذه المخطوطات تمثل "بيان القرآن" وليس القرآن نفسه، مشدداً: "نحن نتكلم عن البيان وليس عن القرآن، عن بيان القرآن، بيان القرآن هذا الذي يعد ثلاث ثلاث أضعاف المصحف المكتوب هذا هو البيان".
أصر الدكتور عيسى على استنكاره لـ "إخفاء" الإمام لهذه المخطوطات، قائلاً: "طب وبيان المصحف هذا لماذا الإمام أخفاه؟ ولماذا أخفى الصحيفة التي طولها سبعون ذراعًا، ده هذه يا سيد أطول من الأهرامات التي في مصر!".
وأضاف: "بدل ما يختفي يسيبه لنا، يا سيد يعني أنا قبل ما أختفي أترك لعيالي الطعام والشراب والمال، لكن ده اختفى وخد كل حاجة معاه ومشي".
كما قدم الدكتور عيسى تحليلاً لأهمية "مصحف فاطمة" في سياق الطعن في القرآن، مشيراً إلى أن مصحف فاطمة كان يعتبر "أفضل من المصحف اللي معانا" في الفكر الشيعي، لأنه كُتب بإملاء جبرائيل وخط علي بن أبي طالب، بينما المصحف المتداول كتبه "كتبة الوحي (معاوية وغيره) لم يكونوا معصومين".
واختتم الدكتور رامي عيسى المناظرة موجهاً رسالة للشيخ آل جراح، الذي تهرب وأغلق الهاتف: " كان معكم شيخ الشيعة المسمى عبد الرزاق الجراح الحجاجي، نسأل الله أن يهديه وأن يأخذ بيده إلى نور التوحيد".
لتحميل الملف pdf