نشر الدكتور رامي عيسى، الباحث المتخصص في الشأن الشيعي، حواراً هاتفياً مثيراً مع شاب شيعي عراقي يدعى كرار.
الحوار، الذي تم بثه على قناة عيسى على يوتيوب قبل أيام قليلة، ركز على تفسير آيات قرآنية محددة ودور الأئمة المعصومين في فهم النص الديني، مما أثار تفاعلاً واسعاً بين المتابعين.
الدكتور رامي عيسى، بدأ الحوار بتحية ودية، حيث أكد الطرفان على أهمية الاحترام المتبادل، لكنه سرعان ما تحول إلى نقاش عميق حول شهادة القرآن على نفسه وتفسيره.
في بداية النقاش، طرح كرار سؤالاً حول كيفية تفسير الآيات القرآنية دون تفسير رسمي، مستشهداً بآية من سورة العنكبوت: "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم".
رد عيسى بسؤال عن موقع الآية، مشيراً إلى أن كرار لم يكن حافظاً للقرآن كاملاً، ثم شرح الآية بأنها تشير إلى أن القرآن واضح في صدور المؤمنين الذين تعلموا، لا يقتصر على فئة معينة. وأضاف عيسى: "القرآن اللي نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم أي المؤمنين الذين تعلموا القرآن".
تصاعد النقاش عند مناقشة دور الأئمة الاثني عشر في التفسير، حيث سأل عيسى كرار عن فائدة الإمام الثاني عشر الغائب إذا لم يقدم تفسيراً واضحاً للقرآن.
رد كرار بأن لديهم تفسيرات من الأئمة، مستشهداً بكتب مثل "البرهان في تفسير القرآن"، لكن عيسى انتقد الكتاب بأنه يدعي تحريف القرآن، قائلاً: "البرهان في تفسير القرآن من ثلاثة مجلدات يعتقد بأن القرآن محرف".
نفى كرار التركيز على التحريف، لكنه اعترف بأن بعض الروايات ضعيفة، مما دفع عيسى إلى التساؤل عن فائدة الإيمان بالأئمة إذا كانت التفسيرات غير موحدة.
انتقل الحوار إلى آية أخرى من سورة آل عمران: "وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم"، حيث اعتبر كرار أن "الراسخين في العلم" هم الأئمة الاثنا عشر.
رفض عيسى هذا التفسير، مشيراً إلى أن الآية تحذر من اتباع المتشابهات لإثارة الفتنة، وأن الراسخين هم الصحابة الذين تعلموا من النبي مباشرة.
اقتبس عيسى آية من سورة محمد لدعم رأيه: "ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفاً"، موضحاً أن "أولو العلم" هم الصحابة.
أكد عيسى أن الآيات تنسف بعض العقائد الشيعية، مثل ادعاء أن النبي كان يقرأ ويكتب، مستشهداً بآية: "وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون". وختم بسؤال: "أنتم الآن لا تعلمون الدين ولا تحفظون القرآن ولا تتفقهون في القرآن فماذا استفدتم من قولكم بالأئمة الاثني عشر؟".
الحوار، الذي استمر لدقائق، انتهى بتوتر من جانب كرار، الذي طلب مجالاً أوسع للنقاش، لكنه يعكس الجهود المستمرة لعيسى في فتح قنوات حوار مع الشيعة، حيث يدعو إلى الرجوع إلى النصوص القرآنية المباشرة. وقد حصد الفيديو آلاف المشاهدات في وقت قصير، مما يشير إلى اهتمام الجمهور به.
لتحميل الملف pdf