زعم الشيعة أن عمر رضي الله عنه هو من نقل مقام إبراهيم من مكانه!

الشبهة الثمانون

زعم الشيعة: أن عمر رضي الله عنه هو من نقل مقام إبراهيم من مكانه

 

الرد التفصيلي على الشبهة:

أولاً: أهل العلم لهم قولان في مكان مقام إبراهيم: 

القول الأول: من قال بأنَّ المقام كان لاصقاً بالكعبة.

القول الثاني: من قال بأنَّ المقام في مكانه الآن كما هو في عهد الخليلين عليهما السلام.

وقد تبنى كلا الرأيين كبار من أهل العلم، وأقوى ما اعتمد عليه القول الأول القائل بأن مقام إبراهيم كان ملاصقا للكعبة، رواية نقلها الحافظ ابن كثير عن البيهقي، قال: "وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ الْمَقَامَ كَانَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَزَمَانِ أَبِي بَكْرٍ مُلْتَصِقًا بِالْبَيْتِ، ثُمَّ أَخَّرَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَعَ مَا تَقَدَّمَ"([1]).

قلت: الرواية رواها الفاكهي في (أخبار مكة) قال: "حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ أُرَاهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: "إِنَّ الْمَقَامَ كَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى سُقْعِ الْبَيْتِ"، وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: كَانَ بَيْنَ الْمَقَامِ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ مَمَرُّ الْعَنْزِ"([2]).

ورواها ابن أبي حاتم في (العلل): " وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ أبي ثابت محمَّد بن عُبَيد الله المَديني، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ المَقَامَ كَانَ فِي زمانِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وزمانِ أبي بكر مُلتَصِقً بِالْبَيْتِ، ثُمَّ أَخَّرَهُ عُمَرُ بْنُ الخطاب رضي الله عنه فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: لا يَرْوُونَهُ عن عائِشَة؛ إنما يَرْوُونَهُ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ فقَطْ"([3]).

والحمد الله رب العالمين

 

([1]) تفسير ابن كثير (1/418). وصحح الإسناد الحافظ ابن حجر في فتح الباري (8/169).

([2]) أخبار مكة، للفاكهي (1/454).

([3]) علل الحديث لابن أبي حاتم (3/310-311).


لتحميل الملف pdf

تعليقات