في حلقة جديدة ومثيرة للاهتمام، تلقى الدكتور رامي عيسى، الباحث المعروف في الشأن الشيعي، اتصالاً هاتفياً من شاب عرّف نفسه بأنه من الأحواز، وأكد أنه لا ينتمي إلى المذهب السني ولا الشيعي، بل يبحث عن الحقيقة.

 وقدم الشاب أربعة أسئلة مباشرة ومحددة مستمدة من أربع آيات قرآنية،  حيث تركزت الأسئلة على آيات من سورة الأحزاب، والتوبة، والجن، والنساء.

جدلية "جد ربنا" وتفسير سورة الجن

كان السؤال الأكثر مفاجأة وإثارة للجدل هو ما طرحه المتصل حول الآية رقم 3 من سورة الجن: " ﴿ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا﴾". حيث تساءل الشاب: "يعني العياذ بالله، ربنا له جد؟"

ردّ الدكتور رامي عيسى بحسم على الشبهة، موضحاً أن التفسير الصحيح لمعنى "جَدُّ رَبِّنَا" هو عظمة الله وجلاله، وليس المعنى الحرفي للجد. وأكد: "ومن قال إن لله جد فقد كفر، وقوله تعالى: وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا أي تعالت عظمة ربنا سبحانه وتعالى."

إثبات عدالة الصحابة ومكانة أمهات المؤمنين

انتقل الحوار إلى آيتين محوريتين في الخلاف العقدي: آية الأحزاب (33): "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ": فسر الدكتور رامي عيسى الآية بأنها أمر لزوجات النبي بالثبات في بيوتهن، لكنه ليس منعاً مطلقاً من الخروج للحاجة كالحج والعمرة وصلة الأرحام والجهاد.

 وأكد أن خروج أم المؤمنين عائشة لم يكن بدون محرم أو للتنزه، وهو ما يتفق مع التفسير السني.

آية التوبة (100): "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ...": استدل الدكتور رامي عيسى بهذه الآية على عدالة الصحابة، موضحاً أن الله قسم الناس إلى ثلاثة أقسام (المهاجرين، الأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان)، ووعد الجميع بالجنة والرضا: "رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ". وخلص إلى أن: "من قال إن الصحابة ارتدوا فقد كذب القرآن الكريم". 

اقرأ أيضا| رامي عيسى يُحاجج شاباً شيعياً ويدحض المزاعم حول الأئمة (فيديو)

اختتم الدكتور عيسى المناظرة بتقديم تعريف واضح للمهاجرين (الذين خرجوا من ديارهم وأموالهم مع النبي) والأنصار (الذين ناصروه واستقبلوه في المدينة)، مقدماً إجابات شافية للمتصل الذي يسعى للحقيقة.